وفي أعماق بحر الصين الجنوبي، هناك منصة الرياح العائمة، وهي معجزة هندسية رائعة، تقف الآن، وهي أقدم مرفق للهواء العائم وأكثرها تطورا من الناحية التكنولوجية في العالم. وقد أثبتت هذه المنصة، التي يطلق عليها اسم "عمالقة البحر"، استقرارها وقدرتها على الصمود في وجه الرياح في آخر اختبار لإعصار قوي. ولم يعد الإعصار يشكل تهديدا، بل أصبح مسرحا لظهور قوته الهائلة، حيث تحولت المخاطر إلى فرص.
فكلما هبت ريح البحر برفق، تبدأ في الدوران، فتنتج حوالي ١٠ درجات من الطاقة الكهربائية النظيفة. ولنتخيل أن طواحين الهواء هذه تعمل على مدار الساعة، وأن متوسط إنتاجها السنوي يبلغ 22 مليون درجة سنوياً، وهو ما من شأنه أن يساهم بشكل كبير في إمداد الصين بالطاقة الكهربائية.
فطاقة الرياح في البحر، وهي منطقة جديدة للطاقة لم تستغل بعد استغلالا كاملا، تجتذب أنظار العالم. إنها سوق ذات إمكانيات هائلة، بحر أزرق، حيث تحاول كل الدول الاستيلاء على الطليعة، وبطبيعة الحال، الصين ليست استثناء. والواقع أن أكثر من 400 شركة تعمل في الصين تعمل في هذه الأرض الساخنة، وهي تقف جنباً إلى جنب مع نظرائها في مختلف أنحاء العالم على خط البداية الجديد الجديد الذي ينافس كل لحظة من أجل إحراز تقدم في مجال الطاقة الجديد.
إن نجاح سيلان لم يكن دليلاً على الدور الريادي للصين في تكنولوجيا الرياح العائمة فحسب، بل إنه وفر أيضاً أفكاراً واتجاهات جديدة لتطوير طاقة الرياح البحرية في جميع أنحاء العالم. وفي المستقبل، ومع تقدم التكنولوجيا والنضج التدريجي للسوق، ستجلب الرياح البحرية بالتأكيد المزيد من الطاقة النظيفة والمتجددة للبشرية، مما سيساعدنا على تحقيق أهدافنا الإنمائية الخضراء والخفيضة الكربون. محرر/شو
تعليق
أكتب شيئا~