في عام 2025 إلى الوراء، أحرز تقدم ملحوظ في صناعة البناء الخضراء في فييت نام. وتشير البيانات إلى أن العدد الإجمالي للمباني الخضراء المعتمدة بلغ 559 مبنى، وهو رقم يفوق بكثير هدف البلد البالغ 150 مبنى الذي كان من المقرر أن يتحقق في عام 2030، أي أكثر من ثلاثة أضعاف. ويكمن وراء هذا التوسع السريع التزام فييت نام القوي بالتنمية المستدامة واستمرار الاهتمام بالاستثمار الأجنبي.

وتؤدي المباني الصناعية الخضراء دورا رئيسيا في دفع هذا النمو. ووفقاً لبيانات مؤسسة التمويل الدولية ونظام إدجي لإصدار شهادات البناء الخضراء، فإن صناعة البناء الخضراء في فييت نام تجاوزت كثيراً التوقعات الأولية. العمارة الصناعية على وجه الخصوص، تشكل أكثر من نصف المباني الخضراء الجديدة. وقد تضاعف عدد المصانع التي حصلت على شهادة خضراء ثلاث مرات في العامين الماضيين ليصل إلى 163 مصنعا بحلول نهاية عام 2024. ويُعزى هذا التوسع السريع إلى تسارع التصنيع في فييت نام، ونقل مراكز التصنيع التحويلية، وتطوير الهياكل الأساسية اللوجستية.

وتعمل حكومة فييت نام بنشاط على تطوير صناعة البناء الخضراء من خلال مجموعة من الحوافز، مثل الحوافز الضريبية، وخصومات استئجار الأراضي، والإعانات الرامية إلى الحد من استهلاك الطاقة. وتؤدي هذه السياسات دوراً حاسماً في تشجيع الشركات على اعتماد ممارسات مستدامة. وعلاوة على ذلك، لعب الاستثمار الأجنبي المباشر دوراً هاماً في دفع هذا النمو. وفي عام 2024، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع العقارات في فييت نام أكثر من 6.3 بليون دولار، خُصص جزء كبير منه لتطوير المصانع. وقد أصبحت الاستدامة عاملا رئيسيا للمستثمرين الأجانب، مما أدى إلى انتشار مشاريع الحدائق الصناعية المراعية للبيئة. فعلى سبيل المثال، أعلنت بيبسي عن خطط لبناء مصنعين لإصدار شهادات خضراء في فييت نام، بما يتماشى مع التزام البلد بالنمو الصناعي المستدام.

ومع الارتفاع السريع في صناعة البناء الخضراء، يولي القائمون على تطوير العقارات اهتماماً متزايداً لبرامج ESG (البيئية والاجتماعية والإدارية) من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية في الأسواق العالمية. وأكد إدوين تان، نائب المدير التنفيذي الأول لشركة Frasers Perty Peetnam: "على الرغم من أن الاستثمار الأولي في تكنولوجيا ومعدات ESG قد يكون كبيراً، فإن الفوائد الطويلة الأجل المرتبطة بالامتثال التنظيمي والنمو المستدام تجعلها استثماراً جديراً بالاهتمام". ويتوقع الخبراء أن يستمر الاستثمار الأجنبي في المستقبل في المناطق الصناعية الصديقة للبيئة، مما يزيد من تعزيز مكانة فييت نام كطرف رئيسي في التنمية المستدامة. محرر/شو