في سياق تسارع تحول الطاقة العالمي، تبرز موريتانيا، الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، بفضل مواردها المتجددة الممتازة، كأرض خصبة جديدة للاستثمار الدولي في الهيدروجين الأخضر.وقعت شركات طاقة صينية وبولندية مؤخرًا اتفاقية إطارية مع الحكومة الموريتانية للاستثمار المشترك في بناء قاعدة إنتاج كبيرة للهيدروجين الأخضر والأمونيا في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا، باستثمارات إجمالية تقدر بمليارات الدولارات. تمثل هذه الخطوة علامة على تسريع موريتانيا لتطوير نظام تصدير الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن تصبح حلقة وصل رئيسية في سلسلة إمداد الطاقة الخضراء في أوروبا.
وبموجب الاتفاقية، تخطط شركة Hynfra البولندية لإنتاج الأمونيا لاستثمار 1.5 مليار دولار بالقرب من العاصمة نواكشوط لبناء مصنع لإنتاج 100 ألف طن سنويًا من الوقود الأخضر، ومن المتوقع أن يبدأ التصدير عبر ميناء الصداقة اعتبارًا من عام 2030.تخطط مجموعة الطاقة المتحدة الصينية (UEG) للمضي قدمًا في مشروع أكبر للأمونيا الخضراء في المناطق الشمالية والوسطى من البلاد، بهدف إنتاج سنوي يبلغ مليون طن، وتدرس أيضًا استخدام الهيدروجين الأخضر لإنتاج الصلب الأخضر.
تعتبر موريتانيا قاعدة مثالية لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر بفضل ظروفها الممتازة من حيث أشعة الشمس والرياح، ومواردها الأرضية الشاسعة، وموقعها الجغرافي المجاور لأوروبا. زارت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين البلاد العام الماضي لتشجيعها على تصدير الهيدروجين الأخضر والصلب الأخضر إلى الاتحاد الأوروبي. كما تعهدت الحكومة الإسبانية بتقديم دعم مالي بقيمة 200 مليون يورو للمساعدة في تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في موريتانيا.على الرغم من المزايا الكبيرة التي تتمتع بها البلاد من حيث الموارد، لا يزال قطاع الهيدروجين الأخضر يواجه تحديات. تم تأجيل مشروع CWP الضخم، الذي كان من المقرر اتخاذ قرار استثماري نهائي بشأنه هذا العام، بسبب نقص اتفاقيات الشراء. ومع ذلك، أكد توموهو أوميدا، رئيس شركة Hynfra البولندية، أن "موريتانيا لديها أفضل الظروف في العالم لتطوير الطاقة المتجددة"، والتي، جنبًا إلى جنب مع تكنولوجيا تركيب الأمونيا البولندية المتطورة، ستوفر "فرصة فريدة ذات أهمية عالمية". كما أكدت ليزلي تشانغ، نائبة رئيس UEG، على مزايا موريتانيا في موارد الرياح والطاقة الشمسية والدعم السياسي.أكد وزير الطاقة والبترول الموريتاني خلال حفل التوقيع أن هذه الاتفاقيات تجسد التزام الدولة باستغلال إمكانات الهيدروجين الأخضر وقيادة تحول الطاقة الإقليمي، وأن الهيدروجين الأخضر سيجلب نموًا مستدامًا وفرص عمل لموريتانيا والمنطقة بأسرها.
مع توقيع هذه الاتفاقيات الهامة، تخطو موريتانيا خطوات ثابتة نحو هدفها المتمثل في أن تصبح قاعدة إمداد مهمة للطاقة الخضراء العالمية. لن تساعد هذه المشاريع الاتحاد الأوروبي على تحقيق أهداف استيراد الطاقة المتجددة فحسب، بل ستوفر أيضًا نموذجًا للدول الأفريقية حول كيفية تحويل مزايا الموارد الطبيعية إلى قوة دافعة للتنمية الخضراء.في خضم التحول العالمي للطاقة، تسطر موريتانيا فصلاً جديداً في تطور الطاقة في أفريقيا، وذلك بفضل مواردها الفريدة وموقعها الاستراتيجي. تحرير/ شو شنغ بنغ
تعليق
أكتب شيئا~