وفي المقاطعة الشمالية البعيدة من الجمهورية، لم تعد مساحة شاسعة تسمى تارابيتش، بعد أن أصبحت الآن أرض قاحلة سابقة في منطقة غوبي، بل تحولت إلى أكبر مجمع لتوليد الطاقة الفولطاضوئية على نطاق العالم. وهذه الأرض، التي كانت ذات يوم أرض قاحلة، تنبض بالحياة في ضوء محطات الطاقة الفلطائية الضوئية، التي بلغ إجمالي قدرتها الكهربائية 100 بليون كيلووات/ساعة.

وبالعودة الى الوراء، كانت هذه الارض حتى عام ٢٠١١ عبارة عن غبر قاحلة. غير أن هذه الأرض قد ولدت من جديد بفضل تنفيذ السياسة المالية الخضراء والتطور المستمر لتكنولوجيا الفولطاضوئية. وبفضل التمويل الأخضر، انتشرت محطات الطاقة الفولطاضوئية على هذه المساحة الشاهقة، التي لم تجلب الطاقة المحلية النظيفة فحسب، بل أعطت الأرض زخما وحيوية جديدتين.

وتشير البيانات إلى أنه بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2023، بلغ رصيد القروض الخضراء في الصين 28.58 تريليون يوان، أي بزيادة قدرها 36.8 في المائة في نفس نفسه، وهو رقم لا يسلط الضوء على الإنجازات البارزة التي حققتها الصين في مجال التمويل الأخضر فحسب، بل يؤكد أيضاً التزامها القوي بالقضايا البيئية. وفي الوقت نفسه، بلغ رصيد سوق السندات الخضراء في الصين 1.98 تريليون يوان، وهو ثاني أعلى رصيد على مستوى العالم، وهو إنجاز لا شك أنه يضيف قدراً كبيراً من الحبر على التنمية الخضراء في الصين.

ولم يكن التحول الناجح في مجمع الطاقة الفولطاضوئية في تارابيتش مثالاً على الجمع بين التمويل الأخضر وتكنولوجيات الفولطاضوئية فحسب، بل كان أيضاً صورة حية عن التنمية الخضراء في الصين. ويخبرنا أنه يمكننا التغلب على كل الصعوبات والتحديات وتحقيق التعايش في وئام مع الطبيعة، شريطة أن نتحلى بالإيمان والشجاعة. فلنعمل معا في الأيام المقبلة، على المضي قدما بقضية التنمية الخضراء. محرر/شو