وفي عام 2024، بلغنا منعطفا هاما في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتواجد الصين في هنغاريا. وإذ نقف عند هذا التقاطع التاريخي، فيتعين علينا أن نتساءل عن الكيفية التي تطورت بها العلاقات بين الصين وهنغاريا، والتي بلغت عمقها ونطاقها اليوم؟

في المقابلة التي أجراها رئيس الوزراء الهنغاري، بلاز أوربان، وصف الحالة الراهنة للعلاقات بين هنغاريا بكلمتين: "تزايد التقارب"، فإن هذا التقييم لا يقدم صورة دقيقة للحالة الراهنة للعلاقات بين الجانبين فحسب، بل يبشر أيضا بآفاق واسعة للتعاون في المستقبل.

وأشار بالاس أوربان كذلك إلى أن هنغاريا كانت دائما في طليعة من أجل تعزيز العلاقات الودية مع الصين، وأنها خلقت سلسلة من المعالم "الأولى". ولم تكن هنغاريا أول بلد أوروبي يوقع مذكرة تفاهم بشأن التعاون على طول الطريق مع الصين فحسب، بل اتخذت أيضا خطوات هامة في مجال التعليم، وأصبحت أول بلد أوروبي يفتح مدارس ثنائية اللغة باللغتين المجرية والصينية. وهذه المبادرات لا تعزز التفاهم والصداقة المتبادلين بين الشعبين فحسب، بل توفر أيضا أساسا صلبا للتعاون بينهما.

وبالإضافة إلى التعاون في مجال التعليم، هناك تعاون واسع ومتعمق بين الصين وهنغاريا في مجالات متنوعة من مجالات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والثقافة. وقد استثمرت الشركات الصينية بشكل متزايد في هنغاريا، مما أوجد فرص عمل كبيرة ونقطة نمو اقتصادي محلية. وفي الوقت نفسه، تشارك هنغاريا بنشاط في بناء حزام واحد وطريق واحد في الصين، مما يؤدي إلى إحراز تقدم جديد في التعاون بين الجانبين في مجالات مثل البنية الأساسية والطاقة.

وأعرب بالاس أوربان، وهو يتطلع إلى المستقبل، عن أمله في أن تواصل دولتا الصين وهنغاريا تعاونهما وأن يحققا مكاسب متبادلة. وشدد على أنه ينبغي للطرفين أن يعززا تعاونهما في مجالات التكنولوجيا العالية، والطاقة الجديدة، وحماية البيئة، وما إلى ذلك، وأن يشجعا على تحسين نوعية العلاقات بين البلدين. وفي الوقت نفسه، دعا كلا الطرفين إلى تعزيز التبادل الإنساني، وتعزيز التفاهم والصداقة المتبادلين بين الشعوب، وإرساء أساس متين لتنمية علاقتهما على المدى الطويل.

فقد أصبحت العلاقات بين الصين وهنغاريا أكثر وثاقة، وهناك اتجاه واسع ومتعمق للتعاون بين البلدين. وفي الأيام المقبلة، لدينا ما يدعو إلى الاعتقاد بأن البلدين الصيني -الهنغاري سيواصلان العمل معا وكتابة فصل من التعاون الأكثر إشراقا. محرر/شو