وبعد مواجهة التحدي المتمثل في عدم تقديم العطاءات في نهاية عام 2024، تحركت الحكومة بسرعة لتعديل استراتيجيتها لجذب مزيد من مقدمي العطاءات. ومن أجل زيادة جاذبية عملية تقديم العطاءات، ستشرع الدانمرك في جولة جديدة من مناقصة الطاقة الريحية البحرية (3GW) وستخفض قدرتها من 6-9 جيغاواط إلى 2-3 جيغاواط، على مرحلتين إلى ثلاث مرات. وتهدف هذه المبادرة إلى التقليل من صعوبة عملية تقديم العطاءات من جانب الشركات ومن مخاطرها، وزيادة معدل نجاح العطاءات. وأشار المحلل وود ماكنزي إلى أن تقليص حجم المناقصة هو أحد العوامل الرئيسية لزيادة احتمال تقديم العطاءات في المستقبل.
ولم تكتف الحكومة الدانمركية بتعديل قدرتها على تقديم العطاءات، بل إنها تنظر أيضا في فتح أبواب الإعانات لزيادة اجتذاب مقدمي العروض. وأشار وزير المناخ والطاقة والمرافق العامة، لارس أغادي، إلى أن الحكومة ستدرس معايير تقديم العطاءات وستعتمد نهجا شاملا لكفالة أن تقلل المبادرة من المخاطر وعدم اليقين فيما يتعلق بتقديم العطاءات. وعلى الرغم من أن تدابير الإعانات المحددة لم تحدد بعد، فقد تشمل عقد فرق العمل وبعض المبادرات "السلبية" في المناقصات السابقة للإلغاء. وعلاوة على ذلك، فإن طلب الاتحاد الأوروبي إدراج نسبة 30 في المائة من المعايير غير السعرية في عملية تقديم العطاءات يتيح أيضا إمكانية تقديم عطاءات أكثر تعقيدا، مما قد يشكل تحديا للموعد النهائي، ولكنه ينطوي أيضا على فوائد أخرى. وتعتزم الحكومة تقديم مزيد من التفاصيل عن إطار العطاءات هذا العام وتحديد موعد نهائي لعملية تقديم العطاءات في ربيع عام 2026.
وبالإضافة إلى تعديل استراتيجيات تقديم العطاءات والنظر في الإعانات، تعمل الحكومة الدانمركية بنشاط على تنفيذ مشاريع أخرى ذات صلة. ومن بين هذه المشاريع، سيمشروع خط أنابيب الغاز الأخضر إلى الدانمرك بحلول نهاية عام 2030، وقد تلقى تمويلاً قدره 7.5 بلايين كرونة و 8 بلايين كرونة على مدى ثلاثة عقود. وبالإضافة إلى ذلك، حظي مشروع جزيرة بورنهولم للطاقة بدعم من الاتحاد الأوروبي بمبلغ 4.8 بليون كرونة دانمركية، وأشارت الحكومة إلى أنه سيمضي قدما على الرغم من وجود عجز في التمويل. غير أنه نظرا لأن معظم الطاقة ستشحن إلى ألمانيا، فإن مشروع جزيرة بورنهولم للطاقة سيعلق إلى ما بعد الانتخابات العامة في ألمانيا.
وتكتسي هذه المبادرات التي اتخذتها حكومة الدانمرك أهمية بالنسبة لهدف الدانمرك المتمثل في إزالة الكربون. وعلى الرغم من أن الخطة المعلنة لن يكون لها تأثير ملموس على هدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 70 في المائة في عام 2030، فقد أشارت الحكومة إلى أنها ستواصل العمل من أجل النهوض بالمشاريع ذات الصلة من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية الطويلة الأجل. ويعتقد وود ماكنزي أن معظم أهداف الحكومة في مجال طاقة الرياح البحرية لعام 2030 قد لا تتحقق، ولكن خفض الأهداف وتوفير شروط أفضل قد يساعدا في تحسين التوقعات. وعلاوة على ذلك، قامت حكومات أخرى بتحسين إطار طاقة الرياح البحرية، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن استثمار 1.2 مليار يورو في البنية الأساسية العابرة للحدود، مثل مشروع جزيرة بورنهولم للطاقة. وستساعد هذه المبادرات على تعزيز التنمية في مجال طاقة الرياح البحرية في الدانمرك، وعلى إرساء الأساس لتحويل الطاقة النظيفة في المستقبل. محرر/شو
تعليق
أكتب شيئا~