في عصر تقاطع التحول الطاقي والثورة الرقمية، تشهد صناعة الطاقة الصينية فرصة سياسية كبيرة للترقية الذكية. مؤخرًا، أصدرت لجنة التنمية والإصلاح الوطنية ووزارة الطاقة الصينية معًا "رأي حول تعزيز التنمية عالية الجودة للطاقة من خلال 'الذكاء الاصطناعي+'" (يشار إليه فيما يلي باسم "الرأي")، والذي يقترح سلسلة من الإجراءات الداعمة المحددة من عدة جوانب، بما في ذلك تسريع تمكين الذكاء في سيناريوهات طاقة، وتعزيز توريد تقنيات الذكاء الاصطناعي الرئيسية، بهدف قيادة الذكاء الاصطناعي لتحول وتنمية عالية الجودة لصناعة الطاقة.

《الرأي》 يحدد بوضوح أهداف التنمية المرحلية: بحلول عام 2027، سيتم إنشاء نظام ابتكاري متكامل للطاقة والذكاء الاصطناعي بشكل أولي، مع تعزيز أساس تنسيق تطوير قوة الحوسبة والطاقة، وتحقيق اختراقات كبيرة في التقنيات الأساسية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة، مع تطبيق واسع النطاق لمختلف السيناريوهات الذكية. بحلول عام 2030، ستصل التكنولوجيا المتخصصة والمستوى العام لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة الصينية إلى الصدارة العالمية، وسيتم تحسين آلية التنسيق بين قوة الحوسبة والطاقة بشكل أكبر، وسيتم إنشاء نموذج استخدام طاقة حوسبة خضراء واقتصادية وآمنة وفعالة بشكل أساسي.

في تسريع تمكين سيناريوهات تطبيق الطاقة، تقدم "الرأي" أولاً "الذكاء الاصطناعي + شبكة الكهرباء". وحول الاحتياجات الرئيسية في بناء نظام الطاقة الجديد مثل التشغيل الآمن، واستيعاب الطاقة المتجددة، وتحسين الكفاءة، يتم تعزيز تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في توقعات العرض والطلب على الكهرباء، والتشخيص الذكي لشبكة الكهرباء، وتوليد خطط التخطيط، والإدارة الذكية لبناء مشاريع شبكة الكهرباء؛ وتعزيز المحاكاة الذكية متعددة المقاييس، واستكشاف المساعدة الذكية للجدولة واتخاذ القرارات في شبكة الكهرباء، لتعزيز مستوى السلامة والمنخفض الكربون في التشغيل المنسق لـ"المصدر-الشبكة-الحمل-التخزين".

في الوقت نفسه، تؤكد "الرأي" على تعزيز "الذكاء الاصطناعي + نماذج أعمال الطاقة الجديدة". لتلبية احتياجات ضمان إمدادات الطاقة والتحول الأخضر، يتم دعم تطبيق الذكاء الاصطناعي في مصادر التعديل المرن مثل محطات الطاقة الافتراضية، وتخزين الطاقة الموزعة، والتفاعل بين السيارات الكهربائية وشبكة الكهرباء (V2G)، لتعزيز التحكم الأمثل للعنقودية على جانب الحمل وقدرة الاستجابة الديناميكية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن "الذكاء الاصطناعي + الطاقة الجديدة" هو أيضًا اتجاه رئيسي. لمعالجة التقلب والمتقطع لإنتاج الطاقة الجديدة، يتم تسريع تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التنبؤ الدقيق بالطاقة، وتجارة سوق الكهرباء، والتشغيل الذكي للمحطات، وتخطيط وتقييم مشاريع الطاقة الجديدة، مما يعزز الابتكار المستمر للمواد والمنتجات الرئيسية.

أشار دو تشونغ مينغ، رئيس قسم الكهرباء في الإدارة الوطنية للطاقة، في مؤتمر صحفي عقدته المكتب الإعلامي لمجلس الدولة في 26 أغسطس، إلى أن ضغوط الاستيعاب في بعض المناطق أصبحت واضحة مع التوسع السريع لطاقة الموارد الجديدة. وللتعامل مع خصائص الطاقة المتقطعة والمتقلبة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لا بد من تسريع بناء نظام كهربائي جديد لتعزيز قدرة الشبكة على استيعاب وتكيف طاقة الموارد الجديدة بشكل شامل. وأشار بشكل خاص إلى أنه سيتم تعزيز بناء محطات طاقة مواتية للنظام، وتعزيز التطور المشترك للشبكة الرئيسية والشبكة التوزيعية والشبكة الصغيرة، وتوسيع نطاق تجميع محطات الطاقة الافتراضية، وتعزيز تطبيقات التفاعل بين السيارات والشبكة، وتعزيز استهلاك طاقة الموارد الجديدة محليًا.

في زيادة توفير التقنيات الرئيسية، تقدم "الرأي" العديد من المهام المحددة: بناء مجموعة بيانات طاقة عالية الجودة، وتعزيز تطبيقات تقنيات مثل الترميز الذكي، وتعزيز البيانات والتركيب؛ وتطوير تقنيات مثل تصنيف وتصنيف بيانات الطاقة، والحوسبة الخاصة، والتشفير الديناميكي، والتتبع الموثوق، وتحسين آليات مشاركة البيانات، وضمان أمن البيانات في جميع المراحل.

وفي الوقت نفسه، أكدت "الرأي" على تعزيز دعم القدرة الحاسوبية. وتلبيةً للاحتياجات المندمجة للقدرة الحاسوبية متعددة الأشكال في مجال الطاقة، تم تنفيذ اختراقات في التقنيات الرئيسية مثل التوزيع الموحد، والترتيب الذكي للمهام، والتكامل بين التخزين والحوسبة والشبكة، وتجميع القدرات الحاسوبية، لتعزيز قدرة الخدمة الحاسوبية الذكية.

فيما يتعلق بإجراءات الضمان، توضح "الرأي" ضرورة استغلال تأثير توجيه الأموال المالية المركزية، والاعتماد على المشاريع الكبرى للعلوم والتكنولوجيا الوطنية وخطة البحث والتطوير الرئيسية، لدفع الابتكار التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي للطاقة بشكل منظم. وفي الوقت نفسه، يتم الاستفادة من سوق رأس المال متعدد المستويات لحث رأس المال الاجتماعي على المشاركة في تنفيذ مشاريع التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحويل النتائج إلى منتجات فعلية.

إصدار "الرأي" هذا يمثل دخول الصين مرحلة ملموسة في تعزيز التكامل العميق بين الذكاء الاصطناعي والطاقة على المستوى الوطني بشكل منهجي، مما لا يوفر فقط مسارًا جديدًا لبناء نظام طاقة جديد، بل يقدم أيضًا "الحل الصيني" للتحول الأخضر منخفض الكربون في مجال الطاقة العالمي.

في العقد المقبل، مع التطبيق العميق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة، من المتوقع أن تبني الصين نظام طاقة ذكي رائد عالميًا، مما لا يحقق فقط تشغيلًا آمنًا وفعالًا وصديقًا للبيئة للنظام الطاقة، بل سيهيمن أيضًا على المنافسة العالمية في مجال تكنولوجيا الطاقة، مساهمًا في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية بأفكار صينية. تحرير/شو شينغبينغ